سئلت كثيرا من كثير م احبابنا عن قانون الجذب و ما هو و كيف يعمل و غيره من الأسئلة و لكي لا نتوه في دهاليز علم النفس و الكلام العميق ..اقول بكل بساطة قانون الجذب هو كثير من التفاؤل وحسن الظن بالله واليقين في رحمته تعالى و السعي و التركيز في تحقيق ما تريده بطاقة نورانية إيجابية متوكلا على الله و موقنا انه سيساعدك و يقويك .. يقول تعالى في حديث قدسي ” أنا عند ظن عبدي بي ” فاذا ظن العبد بالله خيرا و انه يحقق له ما يريد فانه يتحقق لا محال ، وقد جاء في الأثر ” تفائلوا بالخير تجدوه ”... هذا القانون منطبق على كل البشرية فلم يقل الله تعالى انا عند حسن ظن العرب او العجم بل عند ظن العبد و كلنا عبيد لله و عباد لله سواء كنا مؤمنين او مسلمين او كفار او ملحدين .. شئت ام كرهت .. طرت او نزلت فانت عبد من عباد الله و نحن كمسلمين يجب ان يكون هذا اعتقادنا و توكلنا لا يزعزعنا عنه أي اعتقاد اخر او أي قول او ايحاء او فكرة ..
اما قاعدة قانون الجذب علميا هي تركيز قدراتك و فكرك و طاقتك على تحقيق شيء معين و شحن عقلك الباطن بطاقة إيجابية تحقق لك اكمال ما تريد تحقيقه و هنا ستقوم بجذب الصحة او المرض .. الثراء او الفقر .. السعادة او الشقاء حسب ما ركزت عليه فكرك و برمجت به عقلك و روحانيتك .. تلاقي واحد يشتكي طول اليوم انه مريض أو يتكلم عن المرض و الامراض فهذا سيدور في نفس الدائرة و يبقى مريضا و يجلب له طاقة المرض او شخص يشتكي انه فقير و يوحي الى نفسه انه فقير حتى و ان كان ميسورا سيبقى في نفس الطاقة و الدائرة .. يقول عز و جل في سورة إبراهيم لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ .. و لهذا توجب علينا ان نشكر الله تعالى و كلما شكرناه و حمدناه جل و علا زادنا من فظله و فتح لنا أبواب الخير و البركة
و عليه يجب ان نفهم أمر مهم و هو ان لنا عقل ظاهر و هو العقل الذي يجعلنا نميز بين الصحيح و الخطأ و الحقيقة و الخيال و بالعقل ذاكرة تسجل و تحفظ كل الأمور التي قمنا بها و بالذاكرة يوجد عقل اخر اسمه العقل الباطن و العقل الباطن يقوم بالتوثيق و التوقيع إعطاء الأوامر للعقل الباطن و قانون الجذب هو تحفيز و اتصال مع العقل الباطن و حقن الأوامر مباشرة فيه وبالتالي فهو يقوم بتطبيق الأوامر حرفيا كما توصل بها فالعقل الباطن هو مفتاح و دينامو قانون الجذب ككل يكفي ان يركز الانسان على ما يريده و يكون له يقين تام في تحققه و هنا نوضح شيء مهم جدا و هو يجب ان يكون أي تركيز او تفكير ايحاء إيجابي لان العقل الباطن يطبق أيضا التركيز السلبي او الايحاءات السلبية متى حقن بها عن طريق التفكير و و لهذا من الافظل ان يفهم الانسان نفسه و عقله و القوانين المحيطة به لكي يجلب لنفسه عن طريق أفكاره و تركيزه و يقينه فقط ما هو إيجابي و يبتعد عن كل الأمور السلبية .
و بناء عليه فالعقل الباطن يطبق تماما ما يصل اليه و يفهم فقط ما تم تخزينه به و هنا عندما تريد ان توحي مثلا لنفسك لفكرة او طاقة فبدلا من أن تقول لنفسك لا يجب ان أحزن .. فعقلك الباطن يعتقد انك حزين و بالتالي يركز على كلمة الحزن و يخزنها و يبدأ في تطبيقها على النفس و الجسد فيجد الانسان نفسه حزينا كلما تكررت او كرر هذه الكلمة بلا النفي فلا يجب ان نكلم انفسنا او أطفالنا مثلا بكلمات تحمل النفي .. لا تحزن لا تقلق لا تفعل .. فبدل لا تحزن عوض الجملة فقط بطاقة أخرى هكذا كن سعيدا حتى يستطيع العقل الباطن التعامل بشكل صحيح مع الطاقة التي تعطيها له ليطبقها فهو يأخد كلمة سعيد و يبدأ في تطبيقها و فعلا ستجد نفسك سعيد بدون سبب ..
و كما اسلفت نفس الطاقة يجب ان تتعامل بها مع محيطك بك زوجتك او زوجك او ابناؤك او الاخرين .. يجب ان تكون كلماتك إيجابية لانها ستحمل تلك الطاقة الإيجابية فبدل ان تقول لابنك احذر ان تكون فاشلا .. قل له يجب ان تزيد في نجاحك .. و بدل ان تقول لزوجتك انت تقومين بصرف كثير من المال في أمور تافهة .. قل لها لنبدأ في توفير المال للقيام بعطلة رائعة .. و هذه الطريقة تسمى حقن العقل الباطن فحتى المدخن الذي يريد الإقلاع عن التدخين ان قال في نفسه التدخين مضر بالصحة فلن يقلع عن التدخين لأن العقل الباطن سيجبره على التدخين الى ان يتأكد انه مضر بالصحة و لكن يمكنه ان يقول لنفسه التدخين يؤذي عائلتي و اطفالي او التدخين يجعل رائحتي كريهة او التدخين اضيع فيه أموال كثيرة .. فهذه أمور يعرفها عقلك الباطن و بالتالي سيجعلك تكره التدخين و يبعدك بكل قوة عنه ..
و فيه سبحان الله ناس اول ما تلتقي معهم يعطوك طااقة سلبية تقول له السلام عليكم يصير يحقق معاك منمتش البارح ليه وجهك اصفرو شاحب يبدو انك تعاني من مرض و يصير يعطيك في طاقات سلبية .. او ربما تلتقي صديق او صديقة او احد افراد عائلتك و اول ما يشوفك يبدأ في الشكوى عليك من أبنائه و كسلهم و مشاكلهم او زوجته او زوجها او الشكوى من المرض او من قلة المال او غيره من الأمور التي تكون كلها سلبيات و تجلب معها طاقات سلبية خطيرة للمستمع فتبرمجه و تجعله عصبي و تحقن عقله الباطن بافكار تشله فيقع له توقف و يبدأ في فهم الأمور بشكل غلط و بالتالي سيجد الشخص الذي يستمع للكثير من السلبيات نفسه يلف في دائرة مقفلة و كأنه مصاب بعارض .. فلا يجب ان تستمع أصلا للأشخاص الذين يبثون طاقات سالبة و خصوصا من يشتكون و يتباكون و هؤلاء اصبحوا يطلون علينا من منصة اليوتيوب بوجوه قبيحة و أفكار ملعونة و الكثير من الطاقات السلبية و الاعمال و الاقوال الشيطانية نعوذ بالله منهم و انصحكم هنا ابتعدو عن مشاهدة القنوات التي بها المشاكل و الحوادث و اشخاص يتحدثون عن امراض او سجون او مستشفيات او بها مصائب الأشخاص و.. لانها ستعبئكم بطاقات سلبية تدمركم بشكل ممنهج و خطير خلال مدة من متابعتها
يمكننا القول ان العقل الباطن للإنسان هو المحرك الأساسي للإنسان نفسه و غالبا تقوم شركات الاشهار التي لاصحابها ذكاء باستهداف العقل الباطن للإنسان و ليس العقل الظاهر .. فالاشهار المباشر القارورة من الماء تحمل اسم معين تراه العين و يفهمه العقل الظاهر و العقل الباطن يراه شيء عادي
و لكن العقل الباطن يمكن خداعه بسهولة كبيرة بالاشهارات الذكية التي تستهدفه بشكل مباشر و تسمي الحقن انجيكسون و هذه الاشهارات لا تراها بشكل مباشر و لكن بشكل غير مباشر .. في الأفلام مثلا بشكل كبير حيث ان بطل الفلم القوي و الذكي تجده يشرب مشروب معين مثلا او يدخن ماركة معينة و كذالك بطلة الفلم الشابة الثرية و القوية و الجميلة لديها الهاتف الفلاني او تستعمل العطر الفلاني او ترتدي ماركة معينة من الألبسة او غيره .. فكل هذا اشهار ذكي يخدع العقل الباطن على انه شيء مفيد و بالتالي يوجه إشارات للعقل الظاهر ان التدخين او المشروبات الفلانية مفيدة للجسم او انه يجب شراء كذا و كذا و بالتالي يوجه الامر للنفس و النفس تصير تنغز في صاحبها و تشغل تفكيره صباحا و مساء الى ان يتم تنفيذ إشارات العقل الباطن .. و أتذكر سنة 2009 كنت قد عملت مع شركتين الاولى في تايلد و الثانية بالسعودية في الاستهداف العقلي الباطني فكانت النتائج سريعة جدا و تضاعفت المبيعات للشركتين بشكل رائع حتى صاروا يعتقدون ان الامر له علاقة بالجن او السحر و الحقيقة هو استهداف ذكي فقط للعقل الباطن بدل الاشهار التقليدي الذي تكون نتائجه أيضا تقليدية .. و عادية جدا
و لكي لا اطيل عليكم و يكون الموضوع ممل اتوقف هنا و اعدكم باكمال الحوار في الحلقة المقبلة التي ستكون بعنوان .. الطاقات الأربعة للإنسان
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته