مزج الله عز و جل جسم الإنسان بعناصر و موجات كهربية و إشعاعات تتجانس مع الأشعة الكونية و الموجات الكهرومغناطيسية و
الذبذبات اللونية و لكل شخص إشعاعات خاصة تختلف في طول الموجة و التردد و عدد الذبذبات عن غيره تماماً كالبصمات، و كل
إنسان يرسل حوله إشعاعات خاصة به و يستقبل من الآخرين إشعاعات أخرى، فإذا كانت متقاربة نتج عن ذلك تفاهم و محبة قوية و إذا كانت متنافرة نتج عنها العكس و قد يكون هذا تفسيرا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تنافر منها اختلف).
هل للألوان تأثير على مزاجنا و تفكيرنا و سلوكياتنا ؟ !
نعم ! فاللون عبارة عن طاقة مشعة لها طول موجي معين تقوم المستقبلات الضوئية في شبكية العين بترجمتها إلى ألوان، و تحتوي الشبكية على ثلاثة ألوان هي الأخضر و الأحمر و الأزرق وبقية الألوان تتكون من مزج هذه الألوان الثلاثة، و عندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم فإنها تنبه الغدة النخامية و الجسم الصنوبري في الدماغ مما يؤدي إلى إفراز هرمونات معينة تحدث مجموعة من العمليات الفسيولوجية و بالتالي السيطرة المباشرة على تفكيرنا و مزاجنا و سلوكنا.
هل للألوان تأثير على الجسم من خلال رؤيتها فقط بالعين؟
لا ! بل تأثيرها ممتد لكل ما حولها لأن للألوان تأثير حتى على مكفوفي البصر نتيجة لترددات الطاقة التي تتولد داخل أجسامهم؛ لذلك استخدم الصينيون القدماء الألوان في علاج الأمراض كما استخدم الفراعنة اللون فوق الأخضر داخل الأهرامات لمقاومة الجراثيم و قتل البكتريا و بالتالي المحافظة على الموميات.
وتنقسم الألوان إلى قسمين:
موجبة و تمتاز بتفاعلها الحمضي و إشعاعاتها المنشطة كالأحمر في علاج فقر الدم و الاكزيما (وقديماً كانوا يلبسون الطفل ملابس حمراء عندما يصاب بمرض الحصبة)
و تحت الأحمر في فقر الدم و السل، و الأسود يعطي الإحساس بالإكتئاب و مثبط للشهية، والبرتقالي في علاج الإكتئاب و فتح الشهية، و الأصفر في علاج أمراض الجهاز التنفسي و الكبد حيث أن هذا اللون له تأثير نفسي فهو يسر النظر و يريحه قال تعالى في وصف بقرة بني إسرائيل " صفراء فاقع لونها تسر الناظرين " .. و قد أجريت بحوث عديدة في مختلف دول العالم عن الألوان فكان اللون الأصفر هو الأكثر انسجاماً مع البيئة و خصوصاً للطلبة لهذا تدهن الفصول الدراسية باللون الأصفر ..
الألوان السالبة : تمتاز بتفاعلها القلوي و تأثيرها المهدئ كالأزرق فإنه يخفض ضغط الدم و تصلب الشرايين و النيلي ينشط الذاكرة و البنفسجي يمنع العدوى و البمبى مهدئ لذا يستخدم في غرف النوم كما أنه يستخدم في مراكز علاج الإدمان .. و الأبيض يستخدم في علاج صفراء حديثي الولادة . هذا وقد ذكر اللون الأخضر في القرآن الكريم في آيات النعيم فما هو سر هذا اللون؟!
لقد ورد لفظ الخضرة في آيات القرآن الكريم و التي تصف حال أهل الجنة أو ما يحيط بهم من النعيم في جو رفيع من البهجة و المتعة و الأمان النفسي فنجد في سورة الرحمن: (متكئين على رفرف خضر و عبقري حسان ) .. الآية76 و قال تعالى : (عاليهم ثياب سندس خضر و إستبرق و حلوا أساور من فضة و سقاهم ربهم شراباً طهوراً ) الإنسان21 ..
يقول أحد علماء النفس : " إن تأثير اللون في الإنسان بعيد الغور وقد أجريت تجارب متعددة بينت أن اللون يؤثر في إقدامنا و إحجامنا و يشعر الإنسان بالحرارة أو البرودة و بالسرور و الكآبة , بل يؤثر في شخصية الرجل و في نظرته إلى الحياة .. و يسبب تأثير اللون في أعماق النفس الإنسانية فقد أصبحت المستشفيات تستدعي الاختصاصين لاقتراح لون الجدران الذي يساعد أكثر في شفاء المرضى، و كذلك الملابس ذات الألوان المناسبة و قد بينت التجارب أن اللون الأصفر يبعث النشاط في الجهاز العصبي , أما اللون الأرجواني فيدعو إلى الاستقرار .. و اللون الأزرق يشعر الإنسان بالبرودة عكس الأحمر الذي يشعره بالدفء و توصل العلماء إلى أن اللون الذي يبعث السرور و البهجة و حب الحياة هو اللون الأخضر .. لذلك أصبح اللون المفضل في غرف العمليات الجراحية لثياب الجراحين و الممرضات" ..
و أذكر هنا تجربة تمت في لندن على جسر ( بلاك فرايار) الذي يعرف بجسر الانتحار - لأن أغلب حوادث الانتحار تتم من فوقه – حيث تم تغيير لونه الأغبر القاتم إلى اللون الأخضر الجميل مما سبب انخفاض حوادث الانتحار بشكل ملحوظ. و اللون الأخضر يريح البصر ذلك لأن الساحة البصرية له أصغر من الساحات البصرية لباقي الألوان، كما أن طول موجته وسطى فليست بالطويلة كاللون الأحمر و ليست بالقصيرة كالأزرق .. و هو لون إيجابي بنسبة 100% .. لذا جعله الله من نعيم أهل الجنة