سلام الله عليكم
....... الديكتاتورية صفة موجودة فى كل العرب بمختلف طبقاتهم الغنى والفقير القوى والضعيف المتعلم والجاهل الكبير والصغير ولكل نوع من الأنواع المذكورة وقت محدد يـُظهر فيه مواهبه الديكتاتورية على كل من حوله إذا كانوا ضعفاء ..
والضعف هنا قد يكون ضعف علمى أو ثقافى أو فكرى أو بدنى وكما أن للضعف أنواع فإن للديكتاتورية انواع أيضا وإليكم بالتفصيل بعض أنواع الديكتاتورية المنتشرة فى العالم العربي ..
1ــ الأب وعلاقته مع أولاده فى البيت ــ
عندما يولد الطفل فى عالمنا العربي ومنذ نعومة أظافره يجد من يفكر له ومن يختار له كل شىء حتى أنواع الأكل و الشرب وطريقة اللبس وطريقة التفكير والمشى والكلام , ولا يستطيع أى ولد مناقشة أبيه فى أى شىء لأنه ليس من حقه أن يفكر أصلا فهو مثل الدابة فى المنزل يأكل ويشرب ويلبس ويـُصَََْـرف عليه وخلاص ويكبر الطفل وتمر السنين ويبقى الحال على ما هو عليه كل شىء فى يد الأب ومن المستحيل أن يعترف الأب فى يوم من الأيام انه أخطأ ويظل الابن طوع أبيه حتى يكبر وبداخله كمية لابئس بها من الكبت والضعف والغل يمكن أن تخرج وقت اللزوم إذا أتيحت الفرصة لذلك ..و نسبة لا تذكر من الآباء فى عالمنا العربي يحترم حرية أبناءه ويؤمن بحقهم فى التفكير والمشاركة بالرأى فى كل شىء ...
2ــ المدرس داخل الفصل
ــ يدخل نفس الطفل المدرسة ويكمل حياته مع مدرس ديكتاتور أيضا مدرس غير قابل للمناقشة أو النقد فهو إله داخل الفصل ما يقوله هو الصواب وغير مسموح لأحد مناقشته أو نقده ولا يمكن لطالب أن يعرض فكرة جديدة داخل الفصل أو تعليق ولو بسيط على الدرس فهذا جـُـرْم ومن المستحيل طبعا أن يعترف مدرس بأنه أخطأ فى يوم من الأيام أمام الطلاب فهذا عيب وحرام ولا يصح ــ هل يصح أن يعترف المدرس أنه مخطىء ؟؟ ازاى ــ جميع من يعمل فى حقل التدريس يؤمن أنه لايجوز أن يعتزر المدرس للطالب حتى لو كان مخطئا فدائما لابد ان يكون المدرس صاحب حق ... المدرس يريد الطلاب عبيدا لأفكاره ولايمكن لأى طالب مناقشة المدرس فى أى شىء فكل ما عليه السمع والطاعة ..
مثال بسيط يوضح ذلك ..
المدرس يدخل الفصل بعد بدأ الحصة بخمس أو عشر دقائق فيجد الطلاب يتكلمون أو يلعبون وهذا وضع طبيعى لأنهم بشر وبداخلهم طاقة لابد ان تستنفذ لكن المدرس لا يعترف بمثل هذه الأمور وبكل بساطة يعاقب الطلاب بالضرب والشتم والطرد على ذنب هونفسه المتسبب الأول فيه لأنه ديكتاتورولا يمكن أن يخطىء .. ومن النادر جدا جدا وجود المدرس الذى يفهم عقلية الطالب ويؤمن بحقه فى النقد والتعبير عن رأيه ويعترف أن الطالب لو أخذ الفرصة يمكن أن يبدع ..
3 : المدارس الخاصة وسيطرة الأموال عليها قد تقلل من ديكتاتورية المدرس إلى حد ما ولكن بسبب حب المادة وخوفة عليها وعلى الدروس والمجموعات يتحمل الكثير والكثير من الإهانات التى لو حدثت له فى مدرسة حكومية لهاج وماج وكسر الزجاج ..
3ــ الإمام فى الجامع يجلس فى مكان مرتفع عن بقية الناس ويلقنهم كلام الدين وتشريعاته كما يحلوله وكما تعلم ودرس وفهم بعقليته هو وفكره هو وغير مسموح لأحد المستمعين أن يناقش أو ان يبدى رأيا فى اى شىء فهذا غير مقبول وغير مرغوب فيه وسيلقى نقدا لاذعا من جميع الناس لأنهم تعودوا سماع الدين من طرف واحد كما تعودوا على غلق عقولهم وعدم التفكير فيما يسمعون حتى لو كان ما يسمعون أمرا لا يقبله العقل وحتى لو كان بعض ما يقوله فضيلة الشيخ متناقضا مع كلام الله سبحانه وتعالى ..
5 : سائق سيارة الأجرة على الرغم أنه يعمل لخدمة المواطن إلا أنه يتعامل مع المواطن بمنتهى التعالى والديكتاتورية وعدم احترام الراكب كإنسان وهوسبب فى وجود هذه المهنة ــ يدخن السائق دون احترام للركاب ويتخطى السرعات القانونية ويفتح صوت جهاز الكاسيت بطريقة مزعجة دون أدنى احترام لأى شخص يتكلم فى التليفون المحمول يتبادل الألفاظ القبيحة مع من حوله من السائقين فى الموقف أومن يتقابل معه على الطريق منهم دون أى اعتبار لمن يركب معه من رجال أونساء أو اطفال لأنه يعتبر سيارته دولته الصغيرة ومن حقه أن يحكمها كما شاء ..
ولو حاول أحد الركاب الإعتراض على هذه التصرفات أو مناقشته فيكون الرد بمنتهى البساطة ( لو مش عاجبك إنزل )
4ــ سائق أتوبيس النقل العام موضوع كبيرــ يغير خط سير الأتوبيس كما يشاء ويمشى بسرعة كما يشاء ويقف فى محطات ويرفض الوقوف فى محطات أيضا كما يشاء .. ولو حاول مواطن ان يناقشة يا أسطى انت غيرت الطريق ليه أو هدى السرعة شوية معانا شخص مريض يكون الرد لو مش عاجبك أنزل .. دون أى اعتبار لكبار السن ودون اعتبار لاحترام الانسان ..
6ــ الشاب الملتحى الذى يتكلم بإسم الدين من وجهة نظره يسيطر على أسرته ويفرض عليهم تنفيذ أفكاره من لبس النقاب للإناث وإطلاق اللحية للذكور وعدم مشاهدة التليفزيون للجميع والحجر على أفكار كل من حوله من أفراد أسرته تحت إسم التدين ..
7ــ الغضب عند الإختلاف فى الرأى فى أى موضوع وإصرار كل طرف على تكذيب الأخر واتهامه بالجهل أو الجنون أو الكفر فى بعض الأحيان وتمسك كل طرف بانه هو الصواب وأن من يخالفه جاهل ومخطىء ..
كل هذه الأمور وغيرها مع مرور الزمن حولت الإنسان العربي إلى ديكتاتور صغير ساكن سلبى مستسلم لكل شىء راض بكل شىء مغلوب على امره ممن هم اقوى منه ولكن عندما تتاح له الفرصة فإنه يتحول من الطور الساكن إلى الطور الهائج المتوحش الذى يمكن أن يلتهم اى شىء وكل شىء ويبدأ فى إظهار مواهبه المدفونه فى عدم احترام الغير والتعدى على حريات الآخر وإهما ل حقه فى الحياة والكلام وكل شىء ...