المادة هي أساس الوجود، نظرية فلسفية لأرسطو تم بناء الفرضيات عليها لتطوير العلوم بشتى مجالاتها و على إثرها اتخذ العالم منحى جديدا لنصل إلى ما نعيشه الآن و ما يسمى بعصر التكنلوجيا.
بالرغم من أن المادة مرجع جيد جدا لبدء البحث، إلا أن ما توصل إليه العلم الحديث و بالتحديد فيزياء الكم يدحض فلسفة أرسطو و يخرج باكتشافات و إثباتات تجعلنا نعيد النظر في كل العلوم و الأساسات التي بنيت عليها.
كما نعلم جميعا أن المادة بكل أنواعها تتكون أساسا من ذرات، و دراسة هذه الذرات تبين أنها تتكون من 99.9 بالمئة فراغ و هذا ما ينفي مفهوم المادة الصلبة و العالم المادي المتماسك.
منذ عهد أينشتاين، فيزياء الكم غيرت أحد المفاهيم التي اعتبرت ثابتا لا يقبل الجدال و هو صلابة و تماسك المادة، حيث أظهرت أن كل شيء حولنا هو نتاج لتردد و كل تغيير في التردد يسبب تغييرا في تركيب المادة، أي أن عالمنا هذا ليس سوى سراب خاضع لتأثير التردد.
مثال: عند تعريض كأس زجاجي إلى ترددات معينة نلاحظ تغير و تحرك بنيته و انكساره في الأخير و هذا ما كان خلال فترة معينة من الزمن يدعى سحرا، و المقصود بالسحر هنا ليس الخدع و ألعاب الخفة و إنما سحر القوى الخفية.
يقول المولى عز وجل: "إنما الحياة الدنيا لعب و لهو و زينة و تفاخر بينكم و تكاثر في الأموال و الأولاد، كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما، و في الآخرة عذاب شديد و مغفرة من الله و رضوان، و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور" صدق الله العظيم.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
أفلا تعقلون