حِزْبُ الِاحْدِيهِ
لِلشَّيْخِ مَحْيَى الدّينِ ابْنِ عَرْبَى
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَرَبُّكَ الفَتَّاحُ العَليمُ ،،(( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )) ،(( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ )) ، ((وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)))، ((وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا))،(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ))،(( هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ))،(( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) ،، يَا مِنْ لَا يَحْصُلُ ضِمْنَ عِلْمٍ ، وَلَا يَغْرُبُ شِئٌ مِنْ عِلْمِهِ ، وَلَا يَدْخُلُ تَحْتَ حُكْمٍ ، وَلَا يَخْرُجُ شِئٌ عَنْ حُكْمِهِ ، تُمَجِّدُ ت فَلَا تُدْرِكُ ، وَتَوَدُّدُتْ فَلَا تُتْرَكُ ، وَجَليَّتْ فَلَمْ تَعْقِلْ ، وَتُجَلّيُتْ فَلَمْ تَجْهَلْ ، وَسَجَدْتَ اَلْالبابُ عَلَى اُبوبِ العَجْزِ عَنْ مُعَرَّفِهِ ذاتِكَ ، وَقَامَتْ باقِّدامِ الدَّهَشِ عَلَى بِساطِ اَلْحَيَّرهِ فَى حَضَرَهُ مُنازَلاتُكَ ، وَخَطْفُ بَرَقِ عِزَّتِكَ اَبْصارُ الافِّكارِ عَنْ تَصَوُّرِ مُكَاشِفَتِكَ ، وَخَشَعَتْ اصّواتُ الخَواطِرِ لِعَظْمِهِ سَبَحَاتِكَ ، كَيْفَ تَمَكَّنَ الِاحَاطِهُ بِكَ وانِتْ المُحيطُ ؟ اِمَّ كَيْفَ يَجِدُ حَلاوَهُ الشَّهْدَ فَى الدَّمِ العَبيطَ ؟ سُبْحَانَكَ لَا يَعْرِفْكَّ غَيْرُكَ ، وَلَا يُحِيطُ بِكَ سِواكَ ، فَى كُلِّ مَقامٍ اَنَتْ الاَحْدَ بِكُلِّ وَجْهٍ ، وَمِن كُلِّ جَّهِهِ ، والسَّلامِ ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، . . . الهُ الشُّكْرَ وَالحَمْدُ ، وَغَافِرَالْخَطُّ والْعَمْدُ ، وَعَظيمُ اَلْعِزّهِ والْمَجْدُ ، وَقوَى اَلْدَعوهِ وَاَلْنَجِدُ ، وَصادِقُ الموْدِهِ والْوَعْدِ ، وَجامِعُ القُبُلِ والْبُعْدُ ، ، اسَائِلَكَ بِرَفْعِ حِجابِكِ وَمَنيعِ جَنابِكَ اَنْ تَجْعَلُنَى بُولَايْتِكْ مُتَخَلِّقًا وَبِالِائِكِ مُتَحَقِّقًا . . . رَبُّ حَقَّقَ بَاءَ عُبُودِيتَى بِمَحْوِ النَّسَبِ ، وَاثْبُتْ الْفُ حَقِيقِيتَى بِمَحْوِ السَّبَبِ ، ، وَارْفَعْ عَنْ عَيْنِ صُورْتَى نَقْطَهُ الرَّيْبَ ، واجْمَعْ عَيْنَ بَصِيرَتَى عَلَى مَا ظَهَرَ وَاحْتَجَبَ ، وَادْعَنَى اَلْيَكَ بِاَلْتَمْحيصِ فَى تَلْخيصِ جَمالِكِ الِاحْبِّ ، وَسَلَكَنَى سَبيلِ مَرْضاتِكَ مُدَلِّلًا مَحْميًّا مِنْ العَطَبِ ، وَزُودْنَى مِنْ ايَادِيكْ اَلْمُوسِعِهُ بِخَيْرِ الزّادِ والْمَشْرَبِ ، وَاحَمَلَنَى فَى بَحْرِ كَلِماتِكَ عَلَى فَلَكِ التَّقْريبِ ،وَفَى بِرِّ بَرْكٍ عَلَى نَجائِبِ القُرَبِ ، واجْمَعْ يَدَى بِتاءِ تاْديبِكَ عَلَى اعَّنَقِهِ صَدَقَ الطَّلَبِ ، وَثَبَتَ بِقَوْلُكَ الحَقُّ قَدَّمَ صَدْقَى فَى مَقْعَدِ عِنْديَّتِكَ حَتَّى اغَّلِبَ بامرَّكِ مَا اسْتَحَقَّ فَأَغْلَبُ ، وَطيبُ رِيَاحٍ مُرْسَلَاتَى بِنَشْرِ رَحْمَتِكَ الاطيَبِ ، وَرَافَقَنَى بِأَنْعُمِ الرَّفيقِ فَى كُلِّ الرُّتَبِ ، وَقَنَى بِكَ مِنْ وَعْثاءِ السَّفْرُوسُؤِ المُنْقَلَبِ ، وَوَصَلَنَى اَلْيَكْ مَحْفُوفَأُ بالعَنايِهِ العُظْمَى مُتَحَوِّفِأً بِأَرْحَبَ ، وَادْخَلَنَى عَلَيْكَ مِنْ بَابٍ أَمْكَنَ اَوْ أَوْجَبَ ، وَكُنْ لِى سَمِعَا خَبِيرًا وَبَصَرًا مُنيرًا ، لَأَرَى أَيَّاتَكَ بِعَيْنِ اليَقينِ ، وَاسْمَعَ حَديثُكَ بِأُذُنٍ وَأَعيه جَبيرَةُ مِنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَارْفَعْ حِجابَ انِيتَى عَنْ وَجْهِ وُجودِكَ حَتَّى اُنْظُرْ بِكَ اَلْيَكَ ، واسْتَمَعَ بِكَ مِنْكَ ، وَأَدَلَ بِكْ عَلَيْكَ ، اللَّهُمَّ اقْمَنَى فَى حَضْرَاتِ عِلْمِكَ بِمَا تَقْتَضَى ، وَسَلَكَنَى فَى عَوالِمِ حِكْمَتِكَ بِمَا تَرْتَضَى ، وَاعْصَمْنَى فَى عَوالِمِ اَلْقَدْرهِ مِنْ اَلِلْتِفَاتَاتِ ، وَاحْفَظْنَى فَى عَوالِمِ اَلْحُكْمهِ مِنْ المُخَالَفَاتِ ، وَاجَعَلَنَى لَكَ عَبْدًا فَى اَلِاسْتِوَاءِتِ وَاَلْوَقَفاتِ ، كِى لَاافِرحْ بِمَاهِوَاتٍ ،وَلَا احَّزِنَ عَلَى مَاهُوفَأتْ ، وَجَّهَتْ وَجْهُ مَحَبَتَى لِلَذَى فَطَرِ السَّمَوَاتِ الرُّوحَانِيهِ ، ، وَاَلْارْضُ الْجُثْمَانِيهُ حَنِيفًا عَنْ عالَمِ الطَّبِيعِهِ ، ، وَمَا انَا مِنْ المُشْرِكِينَ بِتَصَوُّرٍ وَلَا بِصوَرِهِ ، واسْلَمَتْ وَجْهَ ذَاتَى لِوَجْهِكَ الموَجَّهِ مِنْ جَميعِ الجِهاتِ ، وَمِن اتَّبَعَنَى مِنْ القُوَى وَاَلْلَّواحِقِ وَالصِّفَاتِ ، وَاِنْزِلْ عَلَى ارْضَى مِنْ سَمائِكِ مَاءِ السِّكِينِهِ ، لِيَطْهُرَ بِهِ لِباسٌ تَقْوَاى ، وَاسْقَنَى مُعَيَّنُهُ ، وَأَذْهَبَ بِهِ عَنَى نَجِسَ الشِّرْكِ كِى لَا يُقَرِّبُ ، فَسَجَدَ قَلْبَى المَعْمورِ ، بَعْدَ عَامِ عُمومِ تَخْصيصِكَ لِى بِالْفَنَاءِ وَثَباتِ القَدَمِ المَنْصورَهُ ، رَبَّ ارْدَدْنَى الَّى وَدُودِيتِكَ فَرَدَأْ " ، وَاجْعَلْ لِى مِنْ كَمالِ رَحْمَانِيتِكْ وُدًّا " ، اجْعَلْ تُجَلّيك عَلَيْكَ نُورًا عَلَى نُورٍ ((وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)) حَبِيبَى هَبَّ لِى مِنْ لَدُنْكَ اَلْرَحِمهِ ، وَهْبٌ لِى الرُّشْدِ ، وَأَشْهَدَنَى طَالِعَاتِ الواحِدِ ، فَى خَلْعَاتِ العَدَدِ ، وَفَى نَشْرِ اَلْكَثَّرهِ بِتَجْريدِ الاَحْدِ ، وَحَقَقَنَى بِحَقَائِقِ الأَزَلِ فَى خَلْأَقِ الأَبَدِ ، لِأَوْحَدَكَ بِكَ كَمَا تُحِبُّ وَتَحْمَدُ ، (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1))) دَكَّتْ اَلْارْضُ دَكًّا دَكًّا ، فَرْدًا فَرْدًا ، وَطويَتْ السَّماءُ كَطَّى السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ ، (( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ)) غَارَتْ عُيونُ الاغّيارِ ((لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16))) لَا يَقْصِدُ سِوَاه ، (( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ))لَا يوجَدُ لَهُ ضَدَدٌ خَفَى وَلَا بايِنٌ ، (( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) )) واَسالُهُ التَّحْقيقُ لِما يَقْتَضِيه مُنًى ، والتَّوْفيقُ لِما يَرْتَضيه عَنَى ، اللَّهُ هوَ البَرُّ الرَّحِيمُ المُنْعِمِ الكَريمِ ، ، واِفَّضَلَ اَلصَّلَاوَهُ والتَّسْليمُ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ مَنْبَعِ الكِمالاتِ ، وَمَظْهَرُ الزّياداتِ ، وَمَشْرَعُ السِّيَادَاتِ ، وَموَرِّثَ السَّعاداتِ ، عَلَى كُلِّ مَنْسوبٍ بِجَنابِهِ المَجِيدِ ، بِغَيْرِ نِهايْهُ وَلَا تَحْديدَ ، وَهُوَ المُرادُ والْمَوْقِفُ لِمَنْ اصْطَفَاه مِنْ المُؤْمِنِينَ ، ، ، وَسَلامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ اللَّهُ رَبِّ العالَمينَ . . .
مِنْ كِتابِ شَقِّ الجَيْبِ بِعِلْمِ الغَيْبِ