|
|
|
|
حوار عام |
|
أدوات الموضوع |
|
28-01-2012, 17:12 | رقم المشاركة : 1 | |
|
الأقلقول
|
|
|
|
28-01-2012, 17:14 | رقم المشاركة : 2 | |
|
رد: الأقلقول
على جانبه وقد أخذته به الشفقة . فمر بالاثنين تاجر غني وھما على تلك الحال فألقى إليھم بمال دون أن يعلم أن القبر إنما ھو لقرد . ولما رجعا إلى المدينة ومعھما ما ألقاه إليھما التاجر من مال كثير سألھما أھل المدينة عن المال فقالا : إن القبر فيه بركة . فتسارع الناس على القبر فعكفوا عليه حتى مر بھم التاجر المذكور فحسب أنھم من أقارب الميت صاحب القبر فأعطاھم مزيدا من المال فزاد ذلك في اعتقادھم بصحة ادعاء الرجلين، فبنوا على القبر معبدا وطفقوا يعبدون صاحبه(القبر). وقالوا إنه إله للخير، وجعلوا من صاحب القرد حارسا للمعبد ، فنحت ھذا الأخير صنما من الحجر شبيھا بالإنسان في جسمه وبالقرد في سحنته ، وسماه الأقلقول ! وھو الاسم الذي لم يسمعه سوى من الصبي الذي كان سببا في ھلاك القرد . مر رجل بالمكان والناس عاكفون وقد بنوا صرحا ضخما فسألھم عما يعبدون فقالوا له : إننا نعبد إله الخير، فقال : وما اسمه؟ فأجاب صاحب القرد : إن اسمه الأقلقول ، فقال الرجل : وكيف لي أنا بخيره؟ فرد صاحب القرد : عليك أن تردد اسمه عند طلوع الشمس وعند الغروب ، وأن تقرب له قربانا . ففعل الرجل ما طلب منه ، فأعطي فرسه ، ثم جاء رجل آخر فقيل له نفس الكلام فقدم إبلا ، وأھدى آخر مالا وھكذا...حتى أصبح أھل القرية موسرين بما ينھال عليھم من الھدايا والأموال والقرابين . وغدا اسم الأقلقول يذكر في كل وقت ، والقرابين من الحيوانات المختلفة تقدم له بغير حساب . جاء رجل غريب عن المدينة فخاطب القوم قائلا : أيھا الناس إنكم لجاھلون ، وما تعبدون إلا اسما سميتموه لا يأتي بسلطان مبين ، فقال الناس : إنه يدعونا على شيء لا علم لنا به، خذوه فغلوه فلا بد أن إلھنا مسه بالجنون . فكان كل من تفوه بسوء عن الأقلقول يسجن ويعذب وينكل به ثم ينفى من المدينة . حل بالمدينة الثرية وباء أودى بحياة أھلھا فبقيت من بعدھم الأموال مھجورة لا يستطيع أحد من الربوع المجاورة لمسھا لاعتقاد أنھا ملك للأقلقول وتحمل لعنة ، إلى أن مر رجل بالمدينة فأخذ كل ما فيھا من ثروات دون أن يصاب بسوء . تحول ھذا إلى الناس في قرية مجاورة وصاح فيھم : إن الأقلقول أصبح إلھا للمال ، وإنه وھبكم كل ما لديه من ثروة . وشاع الخبر في المدن المجاورة ، فھجم قوم على أھل القرية التي صارت إليھا الأموال وقتلوا كل من فيھا . فصاح كبيرھم : إن الأقلقول لم يمسنا بضرر، بل إنه نصرنا في الحرب ، إنه إله الحرب . وصنع للأقلقول تمثال آخر يناسب صفته الجديدة ولبث الناس يقربون له القرابين ، واستمروا على حالھم يعبدون مالم يكن لھم عليه من سلطان مبين . حل رجل بالمعبد الذي يأوي الصنم الجديد ، فوجد رجلا يقرأ في ألواح من الخشب مجموعة بخيوط ككتاب ، فسأله عن شأن الألواح فرد عليه : إن فيھا سر الأقلقول . فعاد فسأله عن ھذا الاسم فأجابه : إنه إله لا نعرف صفاته ، إنه يتشكل في الأشخاص وفي الحيوانات ويمنح المال وينصر في الحرب ، إنه إله الخير والشر معا ، ھكذا علمنا آباؤنا وأجدادنا ونحن على ما كانوا عليه سائرون . ثارت ثائرة القادم الجديد ، فاستل سيفا وھو يصرخ : إن ھذا لشرك بالله ، وما للأقلقول ھذا من صفات ، ثم طعن الرجل صاحب الألواح فأراده قتيلا . ولما توجس خوفا على نفسه من قوم القتيل فر ھاربا من المدينة والألواح المنقوشة بين يديه . وصل الرجل إلى بيته وكان له ابن وحيد مع زوجته بادره بالسؤال عما دھاه فحكى له قصته مع صاحب الألواح وأضاف : إن الناس يابني قد ضلوا السبيل وأنھم ليتبعون الشيطان كأنه إله . ھذا ما وجدته في ألواح الأقلقول . فسأله الابن عن ھذا الأقلقول فأخبره إن الشيطان يدعو الناس إلى الإتيان بخير مزعوم بعبادة الأقلقول الذي ليس إلا شيئا غير مفھوم . فقال الابن وھل أصاب الناس خير من ھذه العبادة؟ فرد عليه الأب : أي ولدي لقد در عليھم أموالا طائلة تزيد في ضلالھم ، وھي من عند الله ولا صلة لھا بالأقلقول . فصاح الابن مھللا : إن كان القوم قد نالوا من ذلك مالا فرسالة الشيطان إذن صدق . فلم يتمالك الرجل الصالح نفسه فضرب ابنه ضربة ألقته على الأرض وقد فارق الحياة . وظل واجما أمام الموقف يجتر ما مر به ، وكانت زوجته ترقب الواقعة عن كتب دون أن ينتبه إليھا فارتمت عليه فجأة من الخلف وفي يدھا خنجر أغمدته في ظھره . ثم اختطفت الألواح وفرت إلى أبيھا الذي لم يكن قد سمع عن أي غله شيئا . ولما اطلع الأب على ما حوته الألواح آمن بما جاء فيھا وشيد بدوره معبدا ثم سار يدعو الناس جھلا إلى عبادة الأقلقول ، فكانوا يجتمعون حوله يعلمھم من أسرار ھذا الإله الجديد ، الذي غدوا يتقربون إليه ويتضرعون ألا يلحق بھم ما ألحقه بسابقيھم من عذاب وھلاك ، وأن يشملھم برحمته وخيراته . والتبس الأمر فاختلط الحق بالباطل . في القرية الجديدة لم يقم للأقلقول صنم ، وإنما ازدھر انتشار الألواح الحاملة لتعاليمه . وانتشر الباطل وعم الفساد ، وانطلقت طرق تطبيقية كانت بداية لأساليب السحر، فأصبحت للناس قوة وسيطرة. وأصبح كل من له قوة فوق قوة يدعي اللوھية ويتشبه بالأقلقول ويسبغ على نفسه صفات وأفعال المنح والمنع . وتعددت الصفات الإلھية فعادت الأصنام إلى الظھور وتعددت بدورھا وانتشرت في المعابد والبيوت . ولم يعد أحد من الناس يسترشد بكلمة حق ، أو يستمع إلى موعظة وقد تعددت الآلھة وتنوعت ، حتى جاء الطوفان ، فھلك من ھلك وبقي من الناس من بقي . بعد الطوفان ، ظھر رجل حكيم يعظ الناس فقال لھم : إنه قبل الطوفان كان أناس طغاة يعبدون الأصنام ويقربون القرابين للجن والشياطين ، واتخذوا من دون الله آلھة فغضب عليھم الله وأغرقھم فلم ينج منھم إلا نوح ومن كان معه ممن اتبعوا إرشاداته ، كان الحكيم يتحدث والناس ملتفون حوله في اھتمام إلى أن اقتحم الجمع رجل فجأة وصاح في الجموع : أيھا الناس ، إن ھذا الذي يتحدث إليكم ليس له من العلم شيء ، وإنما يريد أن يضلكم فلا تتبعوه ، وإني قد بحثت في الأرض فوجدت حجرا منقوشا يحمل علما . فسأله الناس عن أي علم يتحدث ، فأجابھم : إنه يحمل سر الأقلقول . فتعجب القوم وعادوا إلى السؤال عن الأقلقول فقال لھم الحكيم : دعوني أفسر لكم ما ھو . فصاح الآخر : كلا ، إنني أولى منه بالعلم ، فاتبعوني أريكم موضع الحجر المنقوش . سار الناس في أثره وتركوا الحكيم وحيدا يحدث نفسه . فبلغوا مكان الحجر وقد نقش عليه مالم يكن لھم به علم . التفوا حول مكتشف الحجر الذي جلس ليحدثھم عن أسرار وقد جمعھم كھف لجئوا إليه وكان الحجر في إحدى زواياه . وبينما ھم كذلك إذ برجل لا يعرفونه ينقض عليھم صارخا : إن ھذا الكھف أنا الذي وجدته وقد كان مغلقا وما كان لكم أن تدخلوه ، وقبل أن ينتبه القوم إلى أنفسھم أستل سيفه وأخذ يعمله فيھم وھم عزل حتى انتھى منھم . وأخذ ألواحا نقل غليھا ما كان منقوشا على الحجر. كان ذلك يمثل رموزا لھا معان كثيرة عالجھا الرجل بالجمع والتفريق والخلط والقلب حتى اكتشف أسرارھا فإذا ھي أصول للسحر جمعھا ورتبھا في ثلاثة كتب من رقع جلد الحيوان ، ثم أوقد نارا ووضع أمامھا صنما ، وصار يقدس النار ويتعبد إليھا حتى ظھرت له ما يشبه كرامات جعلت الناس يحجون إليه ليعلمھم ، فجمع بذلك مالا وشيد معبدا كساه ذھبا . كان ھذا الرجل يحمل اسم ((رع)) . في ذات مجلس من مجالسه طلب إلى المريدين من حوله أن يعتبروه خليفة الأقلقول في الأرض ، ثم أوعز إليھم باسم ھذا الأخير أن يذبحوا بقرة ففعلوا دون جدال وجعلوا فيما بعد يعبدون البقر لاعتقادھم أن فيھا سر الأقلقول ، وأن الإله ((رع)) يتقمصھا . لم تكن ھذه ھي خاتمة القصة الطریفة التي تضمنھا كتاب الأقلقول عن ھذا الاسم اللغز، أو الاسم الرمز إن صح التعبیر. وما ھذه سوى القصة الحقیقیة لما سارت علیھ أحداث الخلق قبل الطوفان ، وھي تحمل الكثیر عما جاء بعده)ھكذا یجعلنا كتاب الأقلقول نعتقد) وقد اقتضى الرأي أن تنقل ھذه القراءة ملخصا للقصة بنوع من التصرف تجنبا – كالعادة – للغوص في رموز وطلاسم یتضمنھا الكتاب لیستأنس بھا كل باحث متخصص أن یخوض فیھا من لھ باع في ھذا العلم . إن كلمة اسم الأقلقول ھذا یظل مجھولا لدى إنسان ھذا العصر وحتى العصور التي سبقتھ . إلا أن مدلولھ لم یبرح قط مجال تعامل البشر ومجال تفكیرھم العقیم . فالآلھات مازالت متعددة الیوم وإن اختفت الأسماء والأقنعة والحیل التنكریة . والأصنام منتصبة ھنا وھناك وإن أخذت أشكالا عصریة كأوراق النقد بدل الذھب ، وآبار النفط بدل أبطال الأساطیر القدیمة ، والآلات والصواریخ والإیدیولوجیات الوضعیة بدل الحجارة والنجوم والكواكب . لقد اختفى اسم الأقلقول حقیقة ، ولكن الناس لا یزالون یتداولون كتبھ التي انتقلت من الرقع الجلدیة لتصبح أحسن شكلا وإخراجا وزخرفة ، وابلغ قولا وأكثر تنوعا في السماء والمضامین . قلت إن ھذه لیست ھي خاتمة قصة الإنسان مع الأقلقول(أو الشیطان في ھذا التقمص الجدید). فالكتاب یتضمن حكایة بدایة أصول السحر الأولى إلى أن أصبحت في أوج القوة والتطور، وغدت منبع كل اتجاه نحو الشرك، والإلحاد ، وادعاء الألوھیة ، ونشر الفتنة بین الناس ، ویتضمن الكتاب أیضا قصة ظھور أسرار الكذب باستعمال علم الحساب ، ثم التغییر والقلب في مجال القوى واستخراجھا بنفس علم الحساب ، ثم ظھور عاد ، وقصة إقامة مدینة (( إرم)) ذات العماد ، ثم ظھور النبي ھود علیھ السلام الذي أصیب بعده قوم عاد بالرجفة . ثم ظھور ثمود وقصة صخرتھ التي ألقیت في الوادي وذبحت حولھا القرابین ، والطریقة التي وضعت بھا الصخرة وحسابات التنجیم التي اقتضت زمانئذ وضع أحجار مختلفة حولھا بم ا یوافق أوضاع النجوم والكواكب السیارة ، ثم التفرعات السلالیة والعرقیة التي جاءت بعد عاد وقومھ ، والتي استوطن المنحدرون عبرھا أصقاع آسیا والھند ومصر والیونان وفارس...الخ، وما تبع ذلك من تعدد في الأنبیاء والرسل الذین كانوا یظھرون في كل قوم وكل قبیلة ، على أن اختفوا جمیعا فظھر ذو القرنین منفردا فجعل ینتقل بین القرى والأمم فجال بقاع الأرض جمیعا . ویشتمل الكتاب بموازاة ھذا السرد التاریخي ، الباطني المنبع(ھو لمطابقتھ) تماما لما جاء بھ الله تعالى في كتابھ العزیز الذي ھو المصدر الأول للباطن الدیني ، على رسوم تبین مراحل تطور قوى الظلمات وتشكلھا في الخیال الأول والثاني والثالث وطاقاتھا في الباطن الظلماني (غیر الحقیقي) فیخلص إلى القول : (( إن ھذه القوى المتشكلة تسبب في أضرار كثيرة أھونھا الخمول والكسل وثقل الفكر والأعضاء ، وھذا ما أصيب به إنسان اليوم . فھو لا يقدر على العمل ، وبه إعياء ، وآلام عضلية وكثرة نوم دون فائدة ، لأن قوى النوم فقدت صبوتھا الأصلية ، فأصبح النوم مجرد ثقل يھزم الجسم فلا راحة بعده )) . إن إنسان الیوم ینظر على نفسھ فیجد أنھ تحضر وتطور فیأخذه بنفسھ الزھو ویجره إلى الخیلاء والتباھي ، وإنھ لا یباھى سوى نفسھ ، ولا یتطاول إلا علیھا ، ویجد نفسھ وقد امتلك وسائل دمار ماحق ، وما یھدد بذلك سوى ذاتھ ووجوده ، ویجد نفسھ وقد اكتسب مفاھیم حدیثة لزجة تنزلق بھ إلى مواقف التكذیب بملك الله والمجادلة في آیاتھ ظنا منھ أنھ بلغ القمة ولم یعد بحاجة على معتقد ومتكأ ، وما فَتّت بذلك سوى علاقتھ بنفسھ بعد أن سعى إلى تفتیت علاقتھ بخالقھ وھو الذي قال في ھذا الإنسان : إنھ نسي الله فأنساه نفسھ . أخیرا ما أسھل ما یستطیع الإنسان بھ التكذیب والتلفیق والمراوغة . وما أسھل أن یعمل ھذ ا الإنسان في حیاتھ ووجوده في الدنیا من ھدم وتخریب بمعاول من قیم دخیلة ومقاییس محدثة مختلة وإیدیولوجیات كأنھا قیست على مخلوقات تشكیلیة لا تمت للإنسان بصلة . وما أبسط أن یظل المرء فاغرا فاه في موقف المتفرج المجرد من كل إرادة ، الفاقد لكل إحساس بإنسانیتھ ، مادام ھذا الموقف یجعلھ في حل من أي التزام أو عھد أو میثاق...لكن ما أصعب أن یجد نفس الإنسان منفذا إلى فطرتھ ، وشفافیتھ وعافیتھ الجسدیة والنفسیة التي قال تعالى أنھ كان بھا { في أحسن تقویم}قبل أن یرد إلى {أسفل سافلین}،(وما أبشع أسفل سافلین الیوم، إلا من آمن) وھذه ، ھي الكوة الوحیدة التي تركھا الخالق سبحانھ مفتوحة لمن وعي مكر الله فخشیھ واجتنب الوقوع فیھ...فیاللھول ، وما أصعب ذلك حقا . |
|
|
|
06-02-2012, 08:18 | رقم المشاركة : 3 | |
|
رد: الأقلقول
قصة عظيمة يا شيخ، مليئة بالعبر والحكم، وما شاء الله على دار الأعماق وكتبها الزاخرة بالمعارف ، وجزاكم الله خيراً على تعريفنا بأمثال هذه الكتب والعلوم |
|
|
|
01-10-2012, 10:44 | رقم المشاركة : 4 | |
|
رد: الأقلقول
لله درك يا شيخنا ! |
|
|
|
06-10-2012, 22:26 | رقم المشاركة : 5 | |
|
رد: الأقلقول
سلام الله عليكم وقبلة على جبينك شيخي الجليل |
|
|
|
22-11-2012, 11:07 | رقم المشاركة : 6 | |
|
رد: الأقلقول
جزاكم الله شيخي خير الجزاء علي هزه القصه الرائعه التي بها كثير من العبر .. ونقول حينما يعشعش الجهل في عقولنا نصبح صيدا سهلا للشيطان وحزب الشيطان .. اللهم حصن عقولنا واجسامنا من الوسواس الخناس .. ولك التحيه والتجله شيخي شيخ السرار .. |
|
|
مواقع النشر |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|