درب باب اللبانة الذي يشبه الصحن الطائر
وإذا نظرنا ما وراء المجرة, سوف نرى مئات الملايين من المجرات الآخرى, بعضها قد يكون أكثر تطوراً منا وبعضها أقل. ومن المحتمل أن كل مجرة من هذه المجرات تحتوي على نظام نجمي يسمح لوجود كائنات ذكية عليها.
يجب أن نستخلص من كل هذا أن هناك ألاف البلايين من الكواكب الأخرى في هذا الكون تشبه كوكبنا, ولكل كوكب له نوعاً من أنواع الحياة التي تشبه حياتنا هنا الى حدٍ كبير. من الممكن نكران هذا الأمر, ولكنه يتطلب منا أن نكون محدودين وغير منطقيين. لهذا نقول أن هناك حياة ما خارج كوكب الأرض.
ففي جميع الأحوال, هناك عدد من المشاكل ستبرز عندما ننظر الى هذه الكواكب البعيدة من نظامنا الشمسي هذا كإحتمالٍ لمصدر هذه الزيارات المتكررة لمركبات فضائية مجهولة. فمن المشاكل الأولى التي تعترضنا هي هذه المسافات الشاسعة التي تفصل بينا. فالنجم الأقرب مسافة إلينا هو النجم "ألفا سينتوري", وهو يبعد 4 سنوات ضوئية. فإذا أقلعت مركبة فضائية من كوكب ألفا سينتوري, فسوف يستغرقها 4 سنوات سفر بسرعة الضوء قبل وصولها إلينا. وهنا يقول العلماء أن السفر بسرعة الضوء سوف يؤدي الى تفكك جسدي - مادي. فمن النظرة العلمية الحالية, أن إحتمالات السفر عبر المجرات هو أمر بعيد المنال لأنه سوف يستغرق الملايين من السنوات الضوئية.
ففي هذا الكون تحول دائم ومستمر من طاقة الى مادة ومن مادة الى طاقة. فإذا إستطاع البشر تفهم هذه العملية الكونية الطبيعية, فمن المحتمل جداً إستطاعتهم السفر بسهولة عبر المجرات والفضاء الخارجي. ولكن لحصول هذا, يجب على البشر التعلم كيفية تسريع معدل الذبذبات الإرتجاجية للمادة وتحويلها الى طاقة صرف, ثم إعادة تحويلها الى مادة بدون أن تفقد شكلها الأصلي – بكلمات آخرى, إنها تقنية تتعلق بإخفاء المادة ومن ثم إعادتها الى الشكل نفسه. فإن إستطعنا تحويل مركبة فضائية الى طاقة فسوف يمكنها السفر بسرعة تفوق سرعة الضوء.
يمكننا إرسال أفكارنا وتصوراتنا بشكل فوري الى أماكن بعيدة جداً تقدر بملايين السنوات الضوئية بواسطة النيوترين, وهي جزيئيات صغيرة جداً لا قيمة مادية لها ولا تحتوي على شحنة إيجابية أو سلبية. بما أنها عملياً محايدة, فالنيوترين هي الوسيلة الفورية عند الإنسان للحدس والتبصر أو الوعي. بتقديري الشخصي, أن النيوترين تنتقل بسرعة 100,000 سنة ضوئية بالثانية – أو فورأ. فإن مسارات هذه الجزيئيات التموجية الصغيرة جداً تنتقل ذهاباً وأياباً بين الكواكب والنجوم والمجرات. فإذا أمكن تحويل مركبة فضائية الى ذبذبات إرتجاجية, فمن الممكن الإنتقال عبر إحدى هذه المسارات التموجية بسرعة شبه فورية. وعند وصولها الى وجهتها المقصودة, تتحول المركبة الفضائية الى جسمها المادي الصلب بتحفيف سرعة الذبذبات الإرتجاجية الى ما كانت عليه سابقاً.
كما أن هناك سؤلاً يطرحه الكثيرون منا, لماذا تسعى هذه الحضارات البعيدة من هذا الكون التعرف على كوكب الأرض؟ هذا السؤال طرح من قبل العالم الفلكي كارل ساغان عام 1969 في مؤتمر نظمته المؤسسة الأميركية للعلوم المتقدمة, حيث نشرت جامعة كورنيل وقائع هذا المؤتمر عام 1972 في كتاب أسمه "النقاش العلمي للأجسام الطائرة الغريبة." حسب قول ساغان, أن لا بد أن هناك تميزاً ما لسكان أهل الأرض قد يبرر كل هذه الزيارات من الفضاء الخارجي. وفال أنه ليس مع فكرة وجود الكثير من الحضارات حولنا, وإلا لكان تطورنا على الأرض شيء شائع. وإذا كان تطورنا هذا ليس شائعاً, فلن يكون هناك حضارات كثيرة متطورة كفاية لزيارة كوكب الأرض.
هذا الإعتراض ركز على الطرح الذي يسأل لماذا تقوم هذه المركبات الفضائية بزيارة الأرض, والأكثر من ذلك, السؤال عن من أين أتوا وكيف وصلوا الى هنا.
قبل أن نفكر في هذا الطرح, دعونا نتفحص هذه النظرية عن مصدر هذه الأجسام الطائرة والتي تتكلم بشكل خاص عن بعدٍ آخر كانوا قد آتو منه.