لماذا يصف الله تعالى هذا النوع من الجن والإنس بأنهم كالانعام؟ وهل يمكن للانسان ان يمتلك اعين و أذان وعقل وقلب ليبصر الكون ولا يستعمل كل تلك الوسائل، ... لا شك أن الأنعام تستطيع السمع والرؤية ، الله تعالى يتحدث عن أعين باطنية ومعنوية ، مستوى أبعد من العالم المادي الارضي او البعد السفلي ، انه يتحدث عن رؤية وسمع و فؤاد يلامس السماوات، فيرتقي الانسان والجان إلى الربانية .. إلى السماوات العلى ( ورفعنا لك ذكرك ) ، لكنهما ورغم الادوات التي منحوا إياها، لم يبتعدوا كثيرا عن الأبعاد التي وجودوا فيها بشكل أساسي على اعتبار بانها محطة عبور ، لا إقامة دائمة، وذلك سبب ان الله يصفهم كالانعام، لقد منحهم بوابة العروج، منحة لم تمتلكها الانعام، التي تأكل وتشرب وتنام و تتكاثر، لأجل غير مسمى ... التي لا تعرف الحضور، و الاتصال، ولا الشهادة، أو الرؤية الثالثة، التي من خلالها يصبح للكلمة معنى ، ومعنى للمعنى.. ثلاث طبقات ، و الرابعة سبب لوجود الكعبة وسورة الإخلاص المربعة.
فاقرأ قل هو الله أحد