لقد إزداد اهتمام العلماء العرب و العجم في السنوات الأخيرة بأسرار ومعاني ما قاله وما رمز له الحكماء والأنبياء و اهتموا بما هو مدون في المرجعيات الدينية ... و ازداد اهتمامهم بالحواس التى يملكها الإنسان ترى ما لا تراه العين وتسمع ما لا تسمعه الأذن وتشعر ما لا يستشعره إحساس و كان بحثهم هو الطريق الصحيح نحو عوالم الحقيقة التى جعلت كثيرا منهم يجدد ايمانه بالله عز و جل كخالق للكون . بدأنا نسمع كلمات قديمة في معناها، جديدة في سَبْر العِلم الحديث لفحواها مثل العالم النجمي، عالم الطاقة والذبذبات، الرؤية النجمية، العين الثالثة، الأثير وغيرها...
سنتحدث في هذا القسم عن العالم النجمي أو ما تسميه الأديان (البرزخ)، وهو العالم الذي تسكنه الروح بعد افتراقها عن الجسد ورحيلها عنه إلى الأبد ... ما هو هذا العالم، أسراره وتفاصيله وأتمنى أن نقرأ بقلوبنا ولا نجعل الكلمات معلومات محفورة في صدورنا وحقيقة لا مفرّ منها. لا ... فالموجود هنا تجربة علماء وحكماء وطلاب على درب الحق... هو ملخص لتجارب يختبرها كثيرون ممّن يدخلون عالم التأمل فيختبرون أبعاد وأسرار الوجود دون أن يصيبهم الهوس والتعلق بها... أنا أيضاً أختبر هذه الأبعاد وهذا العالم الفريد وجميعنا هنا ليختبر وكل اختبار هو تجربة مميزة وفريدة من نوعها ولكل إنسان تجربته التي تناسب حالته ومنزلته... فلا تجعل أخي القارىء الكلمات مسَلّمات بل باباً ومفتاحاً لتختبر أنت ما بين السطور وتفهم، ولا تسليم إلا لما تختبره بنفسك ...
ذكرت العديد من النصوص الدينية الرقم سبعة، وفي الإسلام يرمز الرقم سبعة إلى حقائق روحية وأبعاد كونية كثيرة لا يعلم أسرارها إلا أهل الذّكر (سبع سماوات). أهل الذكر وجميع الحكماء أشاروا في تعاليمهم الروحية المبنية على تجارب واعية، إلى وجود سبعة أبعاد للوجود تختلف من حيث كثافة الطاقة ومستوى الذبذبات، تُسمّى بالعوالم السبعة. فما الكون والوجود سوى ذبذبات من الطاقة تتجسد وتتحلّل لتجسِّد ما نراه ونسمعه ونستشعره.
العالم المادي (العالم الذي نحياه هنا على هذه الأرض وما يُحيط بنا من كواكب ومجرات) هو أدنى هذه العوالم وأكثرها كثافة من حيث الطاقة التي تتجسد فيه على شكل إنسان و حيوان و طير و طبيعة، إلى ما هنالك من خلق في هذا العالم الواسع الفسيح. يلي عالمنا المادي، عالم القوى الطبيعية، والثالث هو العالم النجمي، ثم العالم الذهني. يلي هذه العوالم الأربعة ثلاث عوالم علوية نورانية لا يعرفها إلا الأنبياء والحكماء والمستنيرين ممن زاروها وسكنوها وكانوا من أهلها بفضل صحوتهم ووعيهم وسلامهم النفسي.
قد نُسمّي هذه العوالم بالروحية أو التجاوزية أو الجنان لكن كل هذه الأسماء لا تعني شيئاً، فهذه العوالم تتجاوز الكلام وحدوده وتعلو عن العقل وقيوده.
لا كلمة ولا نص بإمكانه وصف تجربة من اختبر هذه الأبعاد، ولو وصفَها أحد فلن يفهمها العقل المادي الذي يحيا في العوالم الأربعة الأولى وسوف يسيء فهمها ويضعها في قالب خيالي من صنع الفكر وما يحويه من أطماع ورغبات، أوهام وأحلام.