عرض مشاركة واحدة
قديم 25-03-2011, 21:37   رقم المشاركة : 7
شيخ الأسرار الباطنية
 
الصورة الرمزية شيخ الأسرار الباطنية






شيخ الأسرار الباطنية غير متواجد حالياً

شيخ الأسرار الباطنية تم تعطيل التقييم


افتراضي رد: علم الابعاد النجمية - ملف كامل -

دعنا الآن ننتقل إلى أبعاد أخرى داخل العالم النجمي (البرزخ)، فبالمشاهدة والتجربة تتعلّم ما تحتاج سنوات حتى تتعلمه بالكتب والوصف والكلام. دعنا نبدأ في واحد من العوالم السفلية الفرعية مروراً بفروعها رغم أن المشاهد لن تكون سارّة إلا أنك ستتعلم درساً غاية في الأهمية.

"................ ها أنت الآن تشعر بالكآبة، شعور غريب بالنفور وإحساس بالوحشة. هذا ما يحدث حين يزور المتأملين ذوي الإحساس المرهف هذه الأماكن السفلية، فيشعرون بطاقة ثقيلة مُظلمة تحيط بهم من كل جانب، ويشعرون بالحاجة لدفع أنفسهم داخل هذه الطاقة الكثيفة ليتمكنوا من متابعة الطريق.

في يومٍ من الأيام وقبل أربعة آلاف عام، حفر كاتب مصريّ كتاباته على الحجارة وكتب: "ما الذي أتى بي إلى هذا المكان الرديء؟ لا ماء ولا هواء ... سحيق لدرجة لا يدركها عقل ... فيه ظلام أشدّ الليالي ظلاماً، حين تكفهرّ السماء بالغيوم الكثيفة وتحجب بستائرها أشعّة الشمس. تدور الأرواح وتدور عاجزة دون أمل في هذا المكان. هنا لا سلام، لا سكينة، لا راحة، ولا طمأنينة ولا صمت في العقل والقلب. إنه مكان الأسى والوحشة. ويلٌ للروح التي تسكن هذا المكان".

أنظر إلى هذا النور الخافت المريع الذي يحيط بالمكان، هل ترى الأشكال البشرية المنفّرة التي لا حصر لها ولا عدّ؟ منزِلة البعض منهم في أسفل سافلين لدرجة أنهم يبدون كالوحوش لا البشر. هذه المخلوقات التي تراها هي أرواح بشر ماتت وتركت أجسادها في الدنيا وهي الآن تحيا بأجسادها النجمية في عالم سفلي بعد أن بُعثوا من مرقدهم في المكان النجمي الذي زرناه من قليل.



الآن إذا أمعنتَ النظر في الضباب المحيط بالمكان سترى أن خلفية هذا المكان هي صورة العالم المادي أو الحياة الدنيا. بالنسبة لك أنت تشاهد هذا العالم المادي أو هذه الحياة الدنيا وكأن لا وصل ولا صلة بينك وبينها، أما هذه المخلوقات أو الأرواح السفلية فلا فصل بل صلة وتوحد ومزج بين عالمهم النجمي وحياتهم الدنيا التي عاشوها عندما كانوا على الأرض. يحيون التوحد والمزج مع حياتهم الماضية على الأرض ومع أكثر أنواع البشر دناءة وأكثر أساليب الحياة على الأرض رداءة. بينما تبدو لهم المشاهد الجميلة من الحياة الدنيا وكأنها صفحة من جريدة قديمة عفى عنها الزمن وطواها فلا يطالونها ولا يعيشونها. بالنسبة لهذه الأرواح المسكينة فلا وجود لعالم الحياة الدنيا إلا من خلال هذه المشاهد التي تُناسِب رغباتهم وأطماعهم حين كانوا على الأرض قبل مغادرتهم لأجسادهم."

(ملاحظة هامة: الأرواح في الأماكن السفلية من البرزخ تُعذّبها رغباتها فهي الآن لا يمكنها إشباعها وهي تراها حيّة أمامها لكن ما العمل؟ لا يمكنها إشباع رغباتها الدنيّة وقد غادرت أجسادها الفانية الدنيوية بعد أن تعلّقَت بها على الأرض فنسيَت أصولها الروحية. أما المجرمين وكل أنواع المنحرفين والظالمين فيشاهدون ويشهدون أعمالهم وأعمال شركائهم الذين لا زالوا على الأرض يتسلطون ويتحكمون ويحكمون ويحاكِمون، وتراهم الآن وبعد أن فات الأوان بالإحباط والمرارة يشعرون).


تعاني هذه الأرواح الأمرّين وتذوق ألوان العذاب وهي تحيا مشاهد الحياة الدنيا السفلية وما يتناسب ورغباتها الدنيئة حين كانت على الأرض، فهم يشاهدون كل ما يحدث وما حدث في حياتهم دون أن يتمكنوا من المشاركة في الأحداث.
ليس الآن ولا في هذا المكان. الآن مشاهدة رفيقتها الحسرة والآهات. هذا الأمر يحوّل مكانهم في العالم النجمي إلى جحيم حقيقي، فهُم يشاهدون دون أن يشاركوا فتعلو الحسرة وتزداد الوحشة. كل ما تملكه أيديهم الآن هو شهوة العين، أن يشاهدوا ويتحسّروا، شهوة مؤلمة. الآن تحيط بهم مشاهد الحياة على الأرض والبشر من أمثالهم، ممّن لديهم ذات الرغبات والظلم والإستكبار والأطماع. يشاهدونهم يأكلون ويشربون ويقامرون ويمارسون العنف والظلم وتعذيب الضعفاء والمجون دون أن يتمكنوا من المشاركة، فالنفْس تتحسّر والقلب يشعر بالندم والمرارة والأسى. وكيف يرجعون ويشاركون وهُم لا يملكون جسداً من تراب؟ ليس بعد الآن. هذا جحيمهم وعذابهم.

بعض هذه الأرواح ستشعر بالنفور والإشمئزاز من كل ما فعلته ومن المشاهد التي تحيط بها من كل جانب. هذا الأمر سيتجسّد طهارة في ذاتها وتخلي عن رغباتها وبالتالي ستترك هذا المكان وتعلو منزلتها الوجودية فترتقي إلى عوالم علوية تمهيداً لولادة روحية جديدة.

عموماً فإن جميع الأرواح مهما كانت منزلتها أو درجتها سفلية فمصيرها أن تسمو وترتفع بين العوالم كلّما شعرت بالنفور من ماضيها. من المهم أن نفهم أن هذه الأرواح التي نتحدث عنها والتي تحيا في جحيم العالم النجمي هذا، إنما تعاني لأجل ما فعلتْه بنفسها، لأجل استهتارها بطاقتها وعدم تغذية وعيها الروحي و لأجل استسلامها لبربريتها وحقدها وعنفها. كل ما في الأمر أن خطاياها تعاقبها، لا تُعاقَب لأجل خطاياها.

هذا المكان هو ليس البُعد السفلي الوحيد إذ تقابله أبعاد سفلية أخرى... يقابل هذا البُعد بُعداً أصحابه من عاشقي الجاه والسلطة والمال. أصحابه من الأرواح التي عشقت المال فأفنَت حياتها وضيّعت عمرها تبحث عن المال. أصحابه مارسوا أسوء الأعمال وأكثرها دناوة ورداءة في سبيل الحصول على قليل وكثير من المال. المشهد نفسه، عذاب مشاهدة ما تهواه النفس اللوامة والأمارة بالسوء دون أن تتمكن من لمسِه والتمتّع به.. الخطيّة تعاقِب صاحبها وليس أنه يُعاقَب لأجلها، الجحيم نفسه والنتيجة نفسها. إما أن تشعر هذه الأرواح برغبة في المال أكثر، وإما أن تشعر بالنفور والإشمئزاز وتبدأ رحلة جديدة بالتخلي عن حب المال والتجلي لرؤية عوالم علوية وأبعاد جديدة.

تُعرف هذه الأماكن السفلية بالمُطهِّرة للأرواح، فهي تساعد رغبة الروح على الفناء، تطهّر الروح من تعلّقاتها المادية، وتمسح الغبار مِن على مرآتها حتى ترى الحقيقة النورانية جليّة دون وهم أو حجاب. هذه الأماكن تحرق رغبات الدّنيا الدنيّة، ليس بالنار المادية بل بنار الرغبة نفسها، فتساعد على تطهّير النيّة.

من المهم لنا أن نعرف بأن العالم النجمي هو عالم من الذبذبات التي تزيد شفافيتها عن عالمنا المادي الذي نحيا عليه الآن بأجسادنا المادية، ونتيجة لكوْنه أشف في الذبذبات فهو يترجم أفكارنا ونوايانا وخفايا صدورنا إلى حقيقة واقعة أمامنا، حقيقة بالنسبة لنا، باهتة بالنسبة لغيرنا فكلّ إنسان لديه أفكاره ونواياه وخفايا نفسه وكل فكرة ونيّة وإحساس لها ذبذبات في ميزان الكون نراها متجسّدة أمامنا حقيقة واقعة في العالم النجمي بما معناه أن لكلّ نفس ما كسبَت ولكل امرىء ما نوى. وقد كشف العلماء عن أن عين الإنسان هنا في العالم المادي لا تتلقى سوى كميّة قليلة من الإشعاعات. نحن نرى فقط التموجات الذبذبية ما بين 0.00007 سم و 0.00004 سم وما عدا ذلك من تموجات إلكترومغناطيسية يشعّ الوجود بأنوارها وأسرارها فنحن لا نراه. الإنسان يعيش في محيط من الطاقة والتموجات والذبذبات الإلكترومغناطيسية. إذا نظرنا حولنا لوجدنا أننا نحيا في عالم يتألف من الأشياء الجامدة.
ظاهر الوجود يرسم لنا الحقيقة وكأنها ثلاثية الأبعاد شكلاً وجوهراً، وكلما أبحر العلماء في قلب المادة أكثر وأكثر زادت معرفتهم ووصلوا إلى ما هو أبعد من هذا وأكبر. إن معادلة آينشتاين الشهيرة E = MC2 تشير إلى أن ما نعرفه كمادة ليس سوى شكلاً مكثفاً للطاقة حتى أجل معلوم.

حين نعي أن هذا الوجود وكل موجود ليس سوى شكل من أشكال الطاقة ستتغير وجهة نظرنا لأنفسنا وللعوالم المختلفة في طاقة ذبذباتها وللوجود. سنعي أن ما حولنا من أدوات ومشاهد وحياة ليست ما تبدو عليه، شكلها يحوي سرّ حقيقتها. سنفهم أن الشكل وهْم وما وراء الوهم الفاني حقيقة أزلية لا فناء لها. هذا ما يسمى بالكيمياء النجمية أي قدرة العقل على تجسيد ذبذبات أفكاره مشاهد يعيشها صاحب هذه الأفكار، مشاهد مكوّنة من المادة النجمية.

إذاً فالمكان والمشهد والأحداث التي تحياها الأرواح في العالم النجمي أو البرزخ هي حالة من التجسد الذبذبي، تجسُّد ذبذبات أفكارهم ونواياهم ومخيّلاتهم. هذه المشاهد أو هذا الواقع هو من صنع عقول من يسكن العالم النجمي. تستطيع القول بأن كل ما تراه من مشاهد مجسّدة في هذا العالم هي سراب بالنسبة لك ولكنها حقيقة واقعة بالنسبة لهم، حقيقة أوجدوها بأنفسهم.
من هذا الباب ستفهم سبب وجود جبال وأودية جميلة، أنهار وبحيرات، مدن، بلاد، قرى ومشاهد عرفْتها أثناء فترة حياتك على الأرض وها أنت تراها في العديد من الأبعاد النجمية. سترى أيضاً العديد من الأبنية والأثاث إلخ...

هذه المشاهد جميعها بنَتها ذبذبات عقول سكان العالم النجمي ومخيلاتهم ونواياهم والماضي المحفور في كتاب ذاكرتهم وجميعها مكوّنة من المادة النجمية. بالنسبة للمتأمل الذي يزور العالم النجمي قبل الموت ستبدو هذه الأماكن وهمية، ولكنها لسكانها حقيقية وجامدة تماماً كالذبذبات المتجسدة في العالم المادي.

من المهم أن نعلم أن الكلام الذي سبَق ذكره لا يعني بأن العالم النجمي هو عالم وهمي من صنع الخيال، أو أن المادة الذبذبية التي تكوّن المشاهد والأحداث في هذا العالم هي مادة وهمية تختلف عن الذبذبات التي تكوّن عالمنا المادي. لا... الفرق بسيط...
هنا في عالمنا المادي تتجسّد الذبذبات على شكل مادة لأنها ذبذبات مكثّفة في حين تتجسّد بشكل أشف وأرقّ وبسرعة أكبر في العالم النجمي لأن ذبذباته شفّافة وأقل كثافة من ذبذبات العالم المادي. ما كوّن المادة والأشكال التي نراها هنا على الأرض هي قوى الطبيعة وذبذبات العقل الجماعي للبشر ونواياهم وخفايا صدورهم التي يترجمونها أعمال يقومون بها باستخدام ما كوّنته القوى الطبيعية من أدوات. هذا العقل الجماعي يساعد في بناء العديد من الأشكال التي نراها في عالمنا وتحقيق كثير من الأقدار والتي هي في أصلها ذبذبات. لذا ترى العالم في بؤس وشقاء، حرب ومرض ودمار لأن مخيلاتنا ونوايانا وأفكارنا مريضة، سقيمة لا تعرف محبة ولا رحمة ولا سلام. في العالم النجمي يختلف الوضع قليلاً، فما يكوّن الأشكال والمشاهد في هذا العالم هي الأفكار والنوايا والقوة التخيليّة لعقول سكان المكان.

هذه المشاهد والأشكال والتجسّدات في العالم النجمي حقيقية وليست وهمية، لها وجود مستقلّ عن أفكار الأرواح، لكن الفرق بينها وبين المشاهد والأشكال والتجسدات في العالم المادي هو أن الأولى توجّهها أفكار ونوايا سكانها مباشرةً بينما الثانية ( في العالم المادي) تحرّكها نوايا وأفكار البشر بطريقة غير مباشرة إضافة إلى قوى الطبيعة.
تلعب مخيّلة الإنسان دوراً كبيراً في تحريك الأحداث هنا على الأرض بطريقة غير مباشرة إلا أنها تُترجَم حقيقة مباشِرة أمام الإنسان في العالم النجمي.






التوقيع :
الباطن اتجاه فكري كل هدفه الوصول بك الى معرفة الحقيقة المحيطة بك و السمو بفكرك و روحانيتك ..


الفقراء هم اولئك الذين يعملون للعيش بترف و يريدون الحصول على الكثير من الاشياء دون ان يستمتعوا بحياتهم
رد مع اقتباس