عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-2011, 14:15   رقم المشاركة : 1
شيخ الأسرار الباطنية
 
الصورة الرمزية شيخ الأسرار الباطنية






شيخ الأسرار الباطنية غير متواجد حالياً

شيخ الأسرار الباطنية تم تعطيل التقييم


افتراضي الولادة الجديدة

كتب مؤرخ ياباني شهير إسمه لافساديو هيرن عن قصة ولد إسمه كاتسوغرو.
كتب وأخبرنا بأن هذا الولد الصغير كان لحوحاً شديد الإصرار في طفولته على زيارة إحدى القرى، فقد كان على إيمان وثقة بأنه مضى أيامه فيها، عاش وترعرع فيها لكنه لا يعرف متى. ظن والداه بأن ما يقوله لا يتعدى خيال طفل بريء يسبح مع تيار خياله، إلا أنه أصر وازداد مع الأيام إصراره فاستجاب له والداه وأخذاه إلى القرية. عندما وصلوا إلى القرية ركض الولد الصغير إلى منزل وهو يصيح: هذا هو بيتي، قد كنت أسكن هنا... خرج من البيت شخصان هرمان فنظر إليهما وصاح: ها هما والداي.
إعتذر والدا الصبي الصغير عن تصرفه وشرحا للرجل والمرأة الكبيرا السن عن سبب مجيئهما للقرية. لكن كاتسوغرو الولد الصغير قاطعهم أثناء حديثهم وسأل الرجل والمرأة إن كان بإمكانه رؤية جدول الماء وشجرة البرسيمون خلف المنزل. وافق العجوزان وهما ينظران لبعضهما البعض ويتبادلان نظرات الدهشة والحيرة، فسألا الصبي الصغير كيف علِم بوجود الجدول والشجرة؟ فأجابهما بأنه وُلِد في هذا المنزل وبأنه كان يلعب في الباحة الخلفية. عندها طلبا منه أن يصف طفولته لهما كما يذكرها ويتذكرها. أخبرهما الصبي بطفولته فساد الصمت بينهما وشحُب وجهاهما وقالا بأنه كان لديهما طفل توفي منذ عشرون عاماً وبأن الوصف الذي يصفه كاتسوغرو يتطابق وأوصاف إبنهما الفقيد. طلب العجوزان من الصبي أن يُريهما ساقه اليمنى فقد كان لطفليهما علامة فارقة في ساقه اليمنى فوجدا العلامة ذاتها في ساق كاتسوغرو اليمنى. لقد كان كلامه صحيحاً فقد تربى ووُلِد في هذا المنزل ولا زال يذكر ذكرى حياته الماضية.
الكون سرّ كبير، دورات لا تتناهى منذ الأزل وإلى الأبد ودورات الحياة لا تقتصر على الإنسان بل هي طبيعة وفطرة الأكوان... لا شيء يبدأ ويفنى، نعم تبدأ الأشكال وتفنى لكن جوهر كل شكل لا يبدأ ولا يفنى. جوهر كل شكل يوحي لنا بالغياب لكنه يتابع الرحلة والمسير في بُعد آخر وفي دورة جديدة.... يرتاح ثم يعود إلى الظهور من جديد. فالمياه تتبخّر صعوداً على شكل بخار وتختفي لكنها تعود لتتكاثف من جديد وتتساقط ندى عند الفجر أو مطراً في الشتاء. كذلك العناصر العديدة في التربة والماء والهواء تتحوّل إلى حياة نباتية وبعد موت النباتات تتحرر تلك العناصر التي بدَت وكأنها اختفت... تتحرر وتظهر من جديد لتعود إلى الأرض والطبيعة.
للأطفال قدرة كبيرة على استذكار حياتهم السابقة، فذاكرتهم التي تستذكر نبض الذكرى وعبيرها لاتزال قوية وخصبة ويافعة قبل أن تلتحم عظمة سطح الرأس. هُم يلمحون ويرون ويحيون صورة حية عن حيواتهم السابقة، صورة وصور تتلاشى بمجرد التحام عظمة سطح الرأس حيث تدخل ذكرى حيواته السابقة لاوعيه العميق العتيق.
كثير من الأشخاص يشعرون بحنين اتجاه شيء أو شخص معين، وينبض في قلبهم الأنين لدى رؤيتهم لأحدهم يمرّ بتجربة معينة فيشعرون بها وكأنها تلامس عمق أرواحهم أو كأنها حدثت معهم فلا يفهمون لما هذا الشعور يفهمون ويقدرون... كثيرون هم من يشعرون بموهبة معينة حملوها معهم ونمّوها في حياتهم السابقة، وكثيرون هم من يشعرون وهم يزورون مكاناً ولأول مرة بأنها ليست المرة الأولى... هُم يعرفون هذا المكان ويشعرون بحميمية تربطهم بالمكان لكنهم حائرون فما بالهم يتذكرون ولا يتذكرون؟ هذه المشاعر والأحاسيس ليست سوى ذكريات حواها العقل الباطني... ذكريات من حيوات مضَت، حيوات مرّ صاحبها في نفس المكان الذي لا يبدو على حاله الآن لكنه يشعر بلبّ وجوهر المكان لا شكل المكان.
يبلغ معدّل دورة عودة الروح لجسد جديد مرة كل 700 عام تقريباً، وتوجد حالات كثيرة إستثنائية. فالإنسان الذي يتوفى بطريقة طبيعية نقية هادئة وفي سن متأخر من العمر، يحيا بجسده الروحي في العالم الروحي ويبقى لفترة 700 عام تقريباً قبل أن يعود للأرض من جديد. أما إذا كانت الوفاة بطريقة غير طبيعية مفاجئة أو مأساوية أي قبل أن يعرف الإنسان ويتعرف ويختبر ويجرب بما يكفي، فغالباً ما يبقى الجسد الروحي عندها في البرزخ لفترة قصيرة حيث يعود بعدها بسرعة للأرض في جسد جديد. عموماً، فمثل هذه الروح، فارقت الحياة دون أن تعرفها أو بطريقة وفاة غير طبيعية، ستعود للأرض من جديد وتولد في جسد جديد بعد عدة سنوات أو بعد مرور عدة أيام فقط على تاريخ الوفاة، مع العلم أن جميع الأرواح تستغرق فترة 49 يوماً حتى تغادر هذا العالم بعد الوفاة (البيت، الشارع، الأمكنة التي كان صاحبها يرتادها ويحبها)، قبل أن تنتقل إلى البرزخ أو العالم الروحي. أما الإنسان المستنير أو صاحب الوعي الروحي أو الطاقة الروحية العالية أو من لديه وعي روحي كافي، فهو غالباً لن يعود مجدداً للأرض... سيبقى في العالم الروحي لينتقل بعدها إلى (الراي – كاي) أي العالم المجري الروحي. في هذا العالم المجري الروحي ستكون لدينا القدرة على الولادة من جديد في كواكب أخرى عبر تلك المجرة. فالإنسان صاحب الوعي الروحي يملك خيار أن يعود إلى الأرض، أو أن يتوجه إلى كوكب آخر لأي سبب يرتئيه وفقاً لحكمته. فإن أراد هذا الإنسان أن يتجسد فسوف يولد على كوكب يختاره ويحيا فيه وفقاً لنوره ووعيه ونعمته. وغالباً ما يصبح مثل هذا الإنسان بعد الإنتقال إلى هذه العوالم، مرشداً ومعلماً يساعد الناس على الإرتقاء روحياً وعلى تطوير مقدرتهم الروحية على درب رحلتهم الكونية الأبدية.






التوقيع :
الباطن اتجاه فكري كل هدفه الوصول بك الى معرفة الحقيقة المحيطة بك و السمو بفكرك و روحانيتك ..


الفقراء هم اولئك الذين يعملون للعيش بترف و يريدون الحصول على الكثير من الاشياء دون ان يستمتعوا بحياتهم
رد مع اقتباس